کد مطلب:31180 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:147

الحکمة 414















قال له قائل یا أمیر المؤمنین أ رأیت لو كان رسول الله ص ترك ولدا ذكرا قد بلغ الحلم و آنس منه الرشد أ كانت العرب تسلم إلیه أمرها قال لا بل كانت تقتله إن لم یفعل ما فعلت إن العرب كرهت أمر محمد ص و حسدته علی ما آتاه الله من فضله و استطالت أیامه حتی قذفت زوجته و نفرت به ناقته مع عظیم إحسانه إلیها و جسیم مننه عندها و أجمعت مذ كان حیا علی صرف الأمر عن أهل بیته بعد موته و لو لا أن قریشا جعلت اسمه ذریعة إلی الرئاسة و سلما إلی العز و الإمرة لما عبدت الله بعد موته یوما واحدا و لارتدت فی حافرتها و عاد قارحها جذعا و بازلها بكرا ثم فتح الله علیها الفتوح فأثرت بعد الفاقة و تمولت بعد الجهد و المخمصة فحسن فی عیونها من الإسلام ما كان سمجا و ثبت فی قلوب كثیر منها من الدین ما كان مضطربا و قالت لو لا أنه حق لما كان كذا ثم نسبت تلك الفتوح إلی آراء ولاتها و حسن تدبیر الأمراء القائمین بها فتأكد عند الناس نباهة قوم و خمول آخرین فكنا نحن ممن خمل ذكره و خبت ناره و انقطع صوته وصیته حتی أكل الدهر علینا و شرب و مضت السنون و الأحقاب بما فیها و مات كثیر ممن یعرف و نشأ كثیر ممن لا یعرف و ما عسی أن یكون الولد لو كان إن رسول الله ص لم یقربنی بما تعلمونه من القرب للنسب و اللحمة بل للجهاد و النصیحة أ فتراه لو كان له ولد هل كان یفعل ما فعلت و كذاك لم یكن یقرب ما قربت ثم لم یكن عند قریش و العرب سببا للحظوة و المنزلة بل للحرمان و الجفوة اللهم إنك تعلم أنی لم أرد الإمرة و لا علو الملك و الرئاسة و إنما أردت القیام بحدودك و الأداء لشرعك و وضع الأمور فی مواضعها و توفیر الحقوق علی أهلها و المضی علی منهاج نبیك و إرشاد الضال إلی أنوار هدایتك.